كتب: محمد فتحي زايد
التعريف بأسامة بن لادن
هو أسامة بن محمد بن لادن، ولد عام 1957 بالمملكة العربية السعودية، وعائلته تعتبر من أثرى العائلات الموجودة في المملكة، وترتيب بن لادن هو رقم 17 من بين 52 أخ وأخت. تخرج ببكالوريوس الإقتصاد، ثم بعد ذلك درس الهندسة المدنية ليقوم مع أباه على أعمال شركة الانشاءات المملوكة لأبيه.
بداية جهاد بن لادن
بدأ بن لادن جهاده عام 1979 إبان الغزو السوفيتي على أفغانستان، حيث أن ثروته مكنته من تأسس منظمة دعوية أطلق عليها "مركز الخدمات" ومعسر للتدريب على فنون القتال، أطلق عليه اسم "معسكر الفاروق". وكان هدف بن لادن من تأسيس هاذين المعسكر والمنظمة هو تقديم الدعم الحربي للمجاهدين الإسلامين في أفغانستان مساعدةً لهم من جانبه في حربهم ضد الاتحاد السوفيتي. وأمريكا -الذي تحارب بن لادن اليوم-، فضلاً عن بعض البلاد الأخرى منها مصر والسعودية وباكستان، قدمت كل الدعم لهذين المعسكر والمنظمة إبان الحرب الأفغانية السوفيتية. فإذا حاولنا تكشف السبب وراء هذا الدعم سنجد أن هذا الدعم كان رغبة من أمريكا في تدمير القوة السوفيتية التي كانت تناطحها آن ذاك آملةً في أن تصبح هي سيدة العالم الأولى، وهذا هو ماحدث بالفعل، بمساعدة حكام البلاد العربية والأوروبية لها في الحرب على الإرهاب التي اختلقتها أمريكا كذريعةً لتحقيق أهدافها. وتمخض هذا الغزو السوفيتي لأفغانستان عن انسحابه من أفغانستان، بعدها عاد بن لادن إلى السعودية.
بداية النزاع مع أمريكا والسعودية
بدأ النزاع البنلادني الأمريكي السعودي عندما هاجم بن لادن النظام السعودي لسماحه بتواجد القواعد العسكرية في السعودية إبان حرب الكويت. وهنا انقلبت السعودية وأمريكا ثلاث مائة وستين درجةً على بن لادن. بعدها خرج بن لادن من السعودية إلى السودان عام 1990 ومنها إلى أفغانستان لعلاقته الوطيدة بطالبان.وأطلق بن لادن وأيمن الظواهري- الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي المصري- فتوى "الحرب على أمريكا وحلفائها حتى يتم تحرير المسجد الأقصى"، عام 1998، حيث كانت نزاع بن لادن ضد أمريكا يكمن في دعهما القوي للكيان الصهويني في أعماله الإجرامية في القدس المحتلة. وفي 11 سبتمبر عام 2001 حيث تفجير برج التجارة العالمي بالولايات المتحدة الأمريكية، وجهت أمريكا لبن لادن أصابع الإتهام بالقيام بتلك التفجيرات، وطالبت طالبان بتسليم بن لادن، فرفضت طالبان مما أسفر عن الحرب الأمريكية على طالبان والقاعدة بذريعة الحرب ضد الإرهاب.
بن لادن وأوروبا
طالب بن لادن في تسجيل صوتي له بتاريخ 29 نوفمبر لعام 2007 دول الاتحاد الاوروبي بسحب بساط الدعم من تحدت أقدام أمريكا في حربها ضد طالبان والقاعدة وأفغانستان. كما أنه زأر في وجه هذه الدول مهددًا لها، كرد فعل منه على الرسومات المسيئة إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- في تسجيل صوتي بتاريح 19 مارس لعام 2008. ومن هنا يتبن لنا كم أن هذا الرجل أيضًا غيور على دينه ورسوله ينتفض عند الاساءة إلى أي منهما، وليس فقط مجاهدًا في سبيل الله.
وينتقض بعض الناس بن لادن بأن جهاده لا يُعد جهادًا في سبيل الله لأنه يزهق أرواح أبرياء، معتمدين على أن الدماء معصومة بالاسلام، بموجب قوله تعالى:"ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق........." وقد فسر بن كثير هذه الآية الكريمة قائلاً "أن هذه الآية نهيًا من الله تعالى عن قتل النفس بغير حق شرعي. كما ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله إلا بإحدى ثلاث النفس بالنفس والزاني المحصن والتارك لدينه المفارق للجماعة " .
فإذا كانت النفس المسلمة يحل قتلها عندما تقتل هي نفسًا مسلمة أخرى-القصاص-، فالبقياس ومن باب أولى أن تحل النفس الكافرة عند قيامها بقتل نفسًا مسلمةً. صحيح أن الهجمات التي يقوم بها بن لادن يذهب ضحايها مدنين أبرياء، ولكن هناك أيضًا أبرياء مدنين مسلمين يذهبون ضحايا للهجمات التي تقوم بها أمريكا وإسرائيل في أفغانستان والقدس المحتلة، فكيف ننتقم لدماءهم وممن يقتص لهم-والاسلام يأمر بالقصاص-، فذنب هؤلاء الذين يذهبون ضحايا يقع على عاتق بلادهم لأنها هي التي بدأت بإراقة الدماء، كما أن الشعبين الأمريكي والاسرائيل لم ولن يحاولا مطالبة بلديهما بالوقوف عن أعمالهم الإجرامية ضد الاسلام والمسلمين، ولم نسمع مرةً أنهم احتجوا على تلك الأفعال البشعة القذرة التي يرتكبونها في حق الاسلام والمسلمين، ناهيك عن أن رد فعل دول العالم والأمم المتحدة دائمًا "نندد ونشجب وندين" وغيرها من العبارات المحفوظة التي ألفتها آذاننا منهم، ولم يقفوا ذات يوم في وجه البطش الأمريكى الاسرائيلي؟. فإذا كان بن لادن على خطأ، فكيف يمكن القصاص من السفاحين الأمريكين والاسرائيلين، الذين استحلوا دماء ونساء المسلمين ، إذا كانت كل الدول، وللأسف من بينها الدول العربية، واقفةً مكتوفة الأيدى تكتفي بالمشاهدة والتنديد؟. لم يجد بن لادن أي سبيل سوى "العين بالعين" على أمل أن تعود أمريكا إلى صوابها وتتخلى عن الدعم الكيان الصهوين عند تلقى منه رد فعل وهجمات على كل جريمة ترتكبها هي وإسرائيل في حق الإسلام والمسلمين. هل دماءنا نحن المسلمين حلال لهم، لكن دماءهم حرام علينا؟؟؟؟؟.
إن لم يكن خبر مقتل بن لادن في الأصل أكذوبة 2011 لأوباما، حينئذ يمكن القول بإن بن لادن هو شهيد مسلم مجاهد عظيم، وقف في وجه الطغيان والكفرة الحاقدين على الاسلام والمسلمين طوال حياته الجهادية، رغبةً منه فى الانتقام لبحار دماء إخوانه من المسلمين في فلسطين والعراق. أسأل الله أن يتغمده برحمته ولا يُزكى على الله احدا.


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق