هجوم على سفارتي بريطانيا وإيطاليا في ليبيا
ترجمة: محمد فتحي زايد
شُن هجوم على سفارتي إيطاليا وبريطانيا الكائنتين في العاصمة الليبية-طرابلس- في رد فعل واضح على الهجوم الصاروخي الذي شنه الناتو، والذي يقال أنه أودى بحياة أحد أبناء الزعيم الليبي معمر القذافي وثلاثة من صغار أحفاده.
أدان وزير الخارجية البريطاني -وليام هيج- يوم الأحد الهجوم على السفارتين، وصرح أن حكومته ستطرد السفير الليبي لدى بريطانيا، كما قال إن الهجوم على البعثات الدبلوماسية ينتهك اتفاقية جينيف.
أكدت بريطانيا أن سفارتها كانت واحدة من بين العديد من المنشآت الأخرى التي دُمِرَت على أيدي المخربين، واتهمت حكومة القذافي بالفشل في اتخاذ إجراءات لحماية البعثات الأجنبية. وأغلقت معظم البلدان الغربية سفاراتها في طرابلس وأخلتها من موظفيها قبل تدخل الناتو العسكري الذي بدأ منذ أسابيع عديدة.
صرحت الأمم المتحدة يوم الأحد أنها كانت تقوم بإخلاء طاقم موظفيها الدولي من طرابلس نظرًا للإضطراب الذي تشهده العاصمة الليبية، كما صرحت المتحدثة باسم الأمم المتحدة - ستيفاني بانكر- أن هذا القرار لا يؤثر على طاقم الموظفين المحليين أو العاملين الدوليين في مدينة بنغازي الواقعة تحت سيطرة الثوار.
صرح المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم أن سيف العرب القذافي الذي يبلغ من العمر 29 عامًا وثلاثة من أبنائه قُتِلوا في ساعة متأخرة يوم السبت أثناء ما سماه بمحاولة مباشرة لإغتيال الزعيم الليبي، ولم تُؤَكَد الوفيات تأكيدًا مستقلاً.
يذكر السيد موسى إبراهيم أن القذافي وحرمه كانا متواجدين في منزل نجلهما في ذات الوقت، لكنهما لم يصابا بسوء، وصرح بإصابة عدد كبير من أشخاص آخرين جراء هذا الحادث. وذهب الصحفيون إلى مكان المنزل الذي يقال أنه حل به خراب جسيم.
صرح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم الأحد - دون تأكيدٍ على عدد ضحايا الحادث- أن سياسة الاستهداف التي ينتهجها التحالف تتماشي مع التكليف من الأمم المتحدة بتفادي أي خسارة في أرواح المدنيين، كما ذكر أن قوات التحالف تستهدف حاليًا وحدات القيادة والتحكم الليبية، ناهيك عن المعدات الحربية، ولا تستهدف أشخاصًا بأعينهم.
أدانت وزارة الخارجية الروسية الهجوم الجوي قائلةً إن موسكو "يراودها بالغ الشك حول تصريحات أعضاء التحالف أن الهجمات على ليبيا لا تهدف إلى إبادة القذافي وعائلته.
وفي وقت سابق، صرح مسن القوانين الروسي رفيع المستوى -كونستاتين كوساشف، رئيس لجنة الشئون الدولية في البرلمان الروسي- أن الهجوم يثبت أن التحالف لا يحمي المدنيين حاليًا كما كلفته الأمم المتحدة.
فقد الزعيم الليبي ابنته بالتبني في الغارة الجوية التي شنتها الولايات المتحدة عام 1986 على المجمع السكني الخاص به والكائن في باب العززية، حيث أتى هذا الهجوم ردًا على قصف ديسكو ألماني والذي أودى بحياة جندين تابعيين للولايات المتحدة، وألقت واشنطن باللوم على ليبيا لتفجير هذا الديسكو.
على الرغم من ذلك، واصلت القوات الليبية هجماتها على أهداف واقعة تحت سيطرة الثوار.
ذكر شهود ومتحدثون باسم المعارضة في مصراته أن القوات الموالية للزعيم القذافي قصفت يوم الأحد منطقة الميناء التي دُكَت مرارًا والموجودة بالمدينة المُحاصَرة. وحدث القصف عندما كانت سفينة المساعدات القادمة من مالطا - ذا ماي يمانجا - تفرغ إمدادات غذائية وطبية، فأسرع طاقم السفينة بالعودة بها داخل البحر.
كما أُعلِن نشوب قتال عنيف بالقرب من الحدود التونسية.
رفض الناتو عرضًا مقدمًا من القذافي بالتفاوض على إنهاء الصراع في ليبيا لأن هذا العرض لم يقدم أي دليل على ذلك.
تقول ليبيا إن القوات الجوية التابعة للتحالف قصفت موقع بالقرب من مكاتب الإذاعة الوطنية في ساعة مبكرة يوم السبت بينما كان الزعيم الليبي يلقي خطابًا للأمة. وفي الأسبوع الماضي، دمر هجوم جوي للناتو في طرابلس أحد مباني المجمع الذي يقطن فيه القذافي.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق